القائمة الرئيسية

الصفحات

العلاج النفسي الجماعي

العلاج النفسي الجماعي



في حديثتنا عن العلاج النفسي كاتجاه في العلاج لابد لنا من العودة بذاكرتنا إلى اتجاه التحليل النفسي وما أخذ عليه من ملاحظات مثل طول فترة العلاج وعدم توفر المحللين المتمرسين وحاجة المعالجين إلى خبرة وتدريب طويلين ثم عدم اقتناع البعض بفاعلية هذا الاتجاه كل هذه الأمور دفعت الأخصائيين النفسيين خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها إلى استخدام العلاج النفسي بصورة جماعية ، وقد ساعد على ذلك تشابه عدد كبير من مشكلات الجنود وأعراضهم المرضية وكذلك ظروف حياتهم في المعسكرات وفي الحرب .
وفي هذا الصدد يقول ( مكسويل جونز ) في كتابه الطب النفسي الاجتماعي ما يلي :-
( أن الحاجة تفقد الحيلة ) .. ولقد كانت الضرورة التي نشأت خلال الحرب العالمية الثانية بسبب الزيادة الكثيرة في حالات الأمراض النفسية والعقلية والنقص الذي قابل في عدد الأطباء والأخصائيين وهذا ما دعا إلى استخدام تجارب الأساليب الاجتماعية في العلاج النفسي إذ ليس من المعقول علاج جميع الحالات علاجً فردياً .
وخلاصة ذلك أن العلاج الجماعي يستخدم في الحالات التي تكون فيها نسبة المرضى كبيرة وعدد المعالجين قليلاً جداً وكذلك عندما تتشابه مشكلات المرض وأعراضهم المرضية ويتراوح عادة عدد أفراد الجماعة العلاجية بين (3-15) مريض ويرى بعض المعالجيين بأن العدد الأمثل هو ( 7-10 ) مريض وذلك حتى لا يصبح جو المجموعة مشحوناً بالحركة والاتجاهات المتعارضة أكثر مما ينبغي .
ألا أن العدد قد يزداد في بعض الحالات ليصبح 50 مريض ويرى البعض ضرورة تجانس أفراد الجماعة وخاصة في النواحي العقلية والأعراض المرضية .
والواقع أن تشكيل جماعة العلاج يحتاج إلى كثير من الدقة والهارة والخبرة بالأنماط الشخصية المختلفة . مطوي - منبسط - متزن - عصابي - عدواني - منحرف .
والقدرة على التبنؤ بنتائج التفاعل بين الشخصيات وبين انواع الخبرة والاتجاهات والقيم والأنماط .
وقد كان ( سلافسون ) الذي اهتم بعلاج الأطفال والأحداث الجانبية يرى ضرورة جعل المجموعة العلاجية تضم عناصر مختلفة من المرض من حيث أعراضهم وأنماط شخصيتهم . وقد كانت المجموعة العلاجية لدى سلافسون تضم أربعة أشكال من الأطفال
1- أطفال لديهم ميول عدوانية .
2- أطفال ايجابيون .
3- أطفال سلبييون انسحابييون .
4- أطفال عاديون تقريباً .
وفي رأي سلاسفون على أهمية التقارب في مستوى النضج الإجتماعي والوجوجداني بين أفراد المجموعة .
ويؤيد ( اكرمان ) رأي سلاسفون من حيث اشتمال المجموعة العلاجية على عدد من الخجولين إلى جانب العدوانيين لكي تستفيد كل فئة من إطلاعها على سلوك الفئة الأخرى ويضيف ( اكرمان ) أنه من الضروري أن تتضمن كل مجموعة علاجية مريضاً واحداً أو اكثر يمثل نمطاً معيناً من السلوك له تأثير انفعالي مرغوب فيه ويذكر ( بيدر ) إن عدداً غير قليل من أقرباء المرض وضويهم يشاركون في حضور الجلسات العلاجية وهذا ما يشيروا إلى أنهم يعانون من بعض المشكلات أو أنهم يعانون من بداية للمرض وتمتد الجلسة العلاجية حوالي ( ساعة ونصف إلى الساعتيين ) في المتوسط ويجب إجراء مقابلة شخصية مع كل مريض على حدة بهدف فحص وتشخيص حالته بصورة جيدة ، ويجب أن يكون المريض مستعداً للعلاج ومتقبلاً لنظامه ، حيث اعتمد أصحاب هذا الاتجاه في علاجهم على كون الإنسان عبارة عن كائن اجتماعي لديه حاجاته النفسية والاجتماعية لابد من إشباعها في إطار اجتماعي مثل الحاجة إلى الحب والأمن والطمأنينة والتقدير والمشاركة الوجدانية والانتماء والنجاح والتكييف .
وعلاوة على ذلك فإن سلوك الفرد تتحكم فيه المعايير والقيم السائدة والنظم والأفكار والطقوس والعادات والتقاليد بما فيها من ضغوط أو تعصب أو تخلخل وتسامح كما أن العزلة الاجتماعية والوحدة قد تكون سبباً من أسباب المرض النفسي وتدعيمه .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات